الأقط أو البقل.. صناعة نسائية وفوائد ضد هشاشة العظام
لا تزال العديد من النساء تعتمد على منتجات الماشية كمصدر للدخل اليومي، من خلال صناعة السمن البري والأقط المعروف أيضًا بالمضير، والذي يتميز باحتوائه على نسب عالية من الكالسيوم والفوسفور، ما يساهم في تقوية العظام والمحاربة لهشاشة العظم.
تُصنع الأقط من حليب الماعز أو الغنم بعد تخميره وتجفيفه، ويُعرف أيضًا بأسماء متعددة مثل البقل والمضير والعفيق والصريب. يبدأ إنتاج الأقط بـ«الخضيض»، وهي عملية خض اللبن التي تقوم بها ربة المنزل، سواء باستخدام السعن قديماً أو الخضاضة حالياً.
وبعد خض اللبن في السعن، يُطلق عليه اسم «الصبوح»، وإذا زاد عن الاستعمال يوضع في وعاء لبعض الوقت ليتحول إلى «غبيبة». وبعد تحضيره للطبخ، توضع «الغبيبة» في قدر مع القليل من الملح وتُسخن على النار لفترة محددة حتى تتحول إلى ما يعرف بـ«اللتيحة». بعد أن تجف اللتيحة، يتم تحويلها إلى أقط باستخدام أصابع اليد، وهي طريقة متقنة لا تجيدها إلا نساء البادية المتمرسات.
ويترك الأقط بعد تشكيله في الهواء الطلق لليومين أو الثلاثة تحت أشعة الشمس حتى يجف، ثم يُوضع في أكياس بأحجام مختلفة ويُباع في الأسواق الشعبية بأسعار تتراوح بين 10 و20 ريالًا. كما يمكن صناعته عبر تسخين اللبن المخوض على نار هادئة مع التحريك المستمر حتى يتخثر ويفقد جزءًا كبيرًا من الماء، ثم يُعصر في قطعة قماش خفيفة ليكتمل تبخر المياه، ويُشكل باليد إلى أقراص صغيرة تُضغط عليها الأصابع لتثبيت الشكل، ثم تُجفف فوق بيوت الشعر لمدة ثلاثة أو أربعة أيام لتصبح جاهزة للاستهلاك.
ويشير اختصاصيو التغذية إلى أن الأقط غذاء غني بالبروتين، إذ يحتوي كل 100 جرام منه على أكثر من 34 جرام بروتين، بالإضافة إلى احتوائه على كميات مرتفعة من الكالسيوم والفوسفور، المفيدة للعظام والمحاربة لهشاشة العظم. وحذروا من الإفراط في تناوله لمن يرغبون في خفض الدهون أو الحد من السمنة، كما نصحوا مرضى الضغط بالحذر بسبب ارتفاع نسبة الصوديوم فيه، مؤكدين في الوقت نفسه أنه مصدر مهم للعديد من العناصر المعدنية الضرورية للجسم.
اترك تعليقا