الإقط، المعروف أيضًا باسم البقل أو المضير، هو أحد الأطعمة التراثية التي اشتهرت في جزيرة العرب منذ القدم، خاصة في المناطق الوسطى وقي قبائل الحجاز. ويتميز الإقط بطريقة صنعه التقليدية، حيث يتم تشكيله براحة اليد ليأخذ شكلًا دائريًا أو مستطيلًا صغيرًا.

يمكن تناول الإقط مع التمر واللبن، أو إضافته إلى أطباق اللحم والشوربة، وكذلك إلى طبق الجريش، وهو طبق قديم يتكون من اللبن والقمح، ويضاف إليه أحيانًا الإقط لإضفاء نكهة أقوى. ويشتهر الإقط بشكل خاص بين المجتمعات البدوية والفلاحية، كما يتوفر لدى سكان الحضر في مدن وقرى وواحات وسط الجزيرة العربية.

تاريخ الإقط في جزيرة العرب

الإقط معروف في مناطق الحجاز واليمامة ونجد منذ ما قبل الإسلام، وكان له دور مهم في الحياة اليومية للبدو والفلاحين. ويتميز الإقط في السعودية عن بقية الدول بوجود نوعين رئيسيين:

1. النوع الطري أو الهش: يحتوي على رطوبة وملوحة متوسطة، ويمكن أكله منفردًا أو مع التمر أو أطعمة أخرى.

2. النوع الصلب: شديد الملوحة، يُحفظ لفترات طويلة، ويجب نقعه في الماء قبل استخدامه للطبخ لتليينه وتخفيف ملوحته.

قديمًا، كان يُطلق على هذا المنتج اسم أقط، وقد ورد ذكره في كتب السلف والوثائق التاريخية، كما يعرف بأسماء مختلفة في بعض مناطق الجزيرة العربية.

الإقط في الإسلام

ورد أن النبي ﷺ تناول الإقط، فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله:
"أهدت أم حُفَيْدٍ خالة ابن عباس إلى النبي ﷺ أقطًا وسمنًا وأضبًا. فأكل النبي ﷺ من الإقط والسمن وترك الأضب تقذّرًا."

يظهر هذا الحديث فضل الإقط كمصدر غذاء صحي ومحبب حتى في زمن النبي ﷺ، ويؤكد استمراريته كجزء من التراث الغذائي العربي والإسلامي.

الخلاصة

الإقط ليس مجرد طعام تقليدي، بل هو جزء من التراث الغذائي والثقافي في الجزيرة العربية. يجمع بين القيمة الغذائية العالية، وسهولة الحفظ، وارتباطه بالعادات والتقاليد، مما يجعله عنصرًا مميزًا في المطبخ العربي القديم والحديث على حد سواء.